(فيلم «انغميسن»: تحفة الكوميديا الأمازيغية التي لا تُنسى)
في أعماق التراث السينمائي المغربي، يتربع فيلم «انغميسن» على عرش الكوميديا الأمازيغية كواحد من أعظم الأعمال التي أنتجتها السينما المغربية في مطلع الألفية الجديدة. صدر الفيلم في سنة 2005، وما زال حتى اليوم يحتل مكانة أسطورية في قلوب المغاربة عامة والأمازيغ خاصة، ليس فقط لأنه أضحك أجيالاً متعاقبة حتى الدموع، بل لأنه استطاع أن يجمع بين الفكاهة الشعبية الخالصة والنقد الاجتماعي اللاذع في قالب فني محكم ومتماسك.
تبدأ القصة في قرية جبلية نائية تتنفس الأصالة من كل حجر فيها، حيث يعيش أهلها حياة بسيطة تعتمد على الفلاحة والرعي والعلاقات الإنسانية المتشابكة. في هذا الفضاء الريفي المليء بالتفاصيل اليومية المضحكة والمؤثرة في آن، يظهر بطلنا الذي يجسد النموذج الأمثل لـ«الرجل الطيب المغلوب على أمره»، ذلك الشخص الذي يحاول جاهداً أن يحافظ على كرامته وسط عاصفة من المواقف الطريفة والمفارقات المدهشة التي تفرضها عليه الحياة القروية بكل تعقيداتها الجميلة.
من الناحية الفنية، يعتبر «انغميسن» درساً في كيفية صناعة فيلم شعبي بإمكانيات محدودة. التصوير في الأماكن طبيعية خلابة في الأطلس المتوسط، الاعتماد على ممثلين من أبناء المنطقة، اللهجة الأمازيغية الأصيلة بكل نبراتها المحلية، الموسيقى الشعبية التي تتسلل إلى القلب... كلها عناصر ساهمت في خلق عمل أصيل لا يمكن تقليده.
ما يميز «انغميسن» عن غيره من الأفلام الكوميدية هو قدرته الفائقة على تحويل أبسط المواقف اليومية إلى لوحات فنية تضحكك حتى البكاء. مشهد بيع الحليب المغشوش، مشهد «التليفون» الذي يتحول إلى كارثة وطنية، مشهد الحمار الذكي الذي يفهم أكثر من البشر، مشهد الزواج الذي يتحول إلى سيرك شعبي... كلها لحظات محفورة في الذاكرة الجماعية، تتكرر في كل جلسة عائلية أو سهرة أصدقاء حتى صارت جزءاً لا يتجزأ من «الكود الثقافي» المغربي.
لكن الفيلم لا يقف عند حدود الضحك فقط، بل يغوص بعمق في نقد اجتماعي رقيق وذكي. يسخر من البيروقراطية الريفية، ومن الفهم الخاطئ للحداثة، ومن الفجوة بين المدينة والقرية، ومن التقاليد التي تتحول أحياناً إلى عبء كوميدي ثقيل. كل هذا يتم بأسلوب خفيف ظليل لا يجرح أحداً، بل يدعو الجميع للضحك على أنفسهم بروح رياضية نادرة.من الناحية الفنية، يعتبر «انغميسن» درساً في كيفية صناعة فيلم شعبي بإمكانيات محدودة. التصوير في الأماكن طبيعية خلابة في الأطلس المتوسط، الاعتماد على ممثلين من أبناء المنطقة، اللهجة الأمازيغية الأصيلة بكل نبراتها المحلية، الموسيقى الشعبية التي تتسلل إلى القلب... كلها عناصر ساهمت في خلق عمل أصيل لا يمكن تقليده.
الفيلم حقق ظاهرة غير مسبوقة عند صدوره: بيع مئات آلاف النسخ من أقراص الـVCD في الأسواق الشعبية، تكرار عرضه في القنوات التلفزيونية المغربية عشرات المرات، تحول بعض جمل الحوار إلى أمثال شعبية تُردد يومياً («آكوزوم»، «واش بغيتي نعاودها ليك بالفرنسية؟»، «هاد الحمار عندو البكالوريا»...)، وأهم من ذلك كله: قدرته على أن يجيالاً بأكملها على حب السينما الأمازيغية والافتخار بها.
بعد مرور أكثر من عقدين على إصداره، ما زال «انغميسن» يحتفظ ببريقه وسحره. يُعرض في الأعراس، في السهرات العائلية، في الحافلات، في المقاهي، وحتى في المهجر حيث يشتاق المغتربون لضحكة صافية تأخذهم إلى قريتهم وذكرياتهم. إنه ليس مجرد فيلم، بل ظاهرة ثقافية، ووثيقة تاريخية، وكبسولة زمنية تحفظ روح مرحة لمرحلة كاملة من تاريخ المغرب الحديث.
هنا سوف ندكر جميع الممتلين والمشاركين في هدا الفيلم تاليف عبد الرحمان ايت الحافظ اكزوم تشخيص عبد الرحمان ايت الحافظ كزوم بمشاركة ابراهم امراجان ميلودة تاعلى امحند امنتاك يوسف فاها تصوير توفيق شائق محمد بوكرين عتمان شكدال منتاج عبد الرزق بوراس مدير انتاج سعيد مرنيش اخراج محمد مرنيش التشكرات صاحب قاعة تامونت انتاج مزوضة قزيون
إذا لم تكن شاهدت «انغميسن» بعدُ، فأنت لم تعش الضحك المغربي الحقيقي. وإذا كنت قد شاهدته من قبلُ، فأعد مشاهدته اليوم... ستجد نفسك تضحك من جديد، كأنك تراه للمرة الأولى. هنا ↡
وهنا رابط المشاهدة https://rumble.com/v72u6na-anghmissen-le-chef-duvre-absolu-et-immortel-de-la-comdie-amazighe-marocaine.html
لأن بعض الأفلام لا تموت... تبقى خالدة مثل الجبال التي صُورت فيها.رابط المشاهدة على ديموليشن#انغميسن_الخالد
إرسال تعليق